هل حان وقت تحويل الهارد من MBR إلى GPT؟ دليلك الشامل لفهم الفروق واتخاذ القرار الصائب

 هل حان وقت تحويل الهارد من MBR إلى GPT؟ دليلك الشامل لفهم الفروق واتخاذ القرار الصائب


هل حان وقت تحويل الهارد من MBR إلى GPT؟ دليلك الشامل لفهم الفروق واتخاذ القرار الصائب


في عالم التكنولوجيا المتسارع، قد تبدو بعض المصطلحات التقنية معقدة، ومن بينها نظام تقسيم الأقراص. لعلّك سمعت عن MBR و GPT، وتساءلت عن الفروق بينهما، أو ربما واجهتك رسالة خطأ عند تثبيت نظام تشغيل جديد تطالبك بـ تحويل الهارد من MBR إلى GPT. في هذا المقال المفصّل، سنغوص في أعماق هذين النظامين، ونكشف عن الفرق الحقيقي بين GPT و MBR، ونساعدك على تحديد ما إذا كان هذا التحويل ضروريًا لجهازك فعلًا.


مقدمة: لماذا نهتم بأنظمة تقسيم الأقراص؟

قبل أن نبدأ، دعنا نوضح أن نظام تقسيم الأقراص هو الهيكل الأساسي الذي يحدد كيفية تنظيم البيانات على القرص الصلب (HDD) أو وحدة التخزين ذات الحالة الثابتة (SSD). إنه يخبر نظام التشغيل أين تبدأ وتنتهي الأقسام المختلفة، وأين يقع ملف الإقلاع. اختيار النظام الصحيح يؤثر بشكل مباشر على سعة التخزين القابلة للاستخدام، عدد الأقسام الممكنة، أمان البيانات، وحتى توافق نظام التشغيل.

ما هو سجل الإقلاع الرئيسي (MBR)؟ فهم الأساسيات

سجل الإقلاع الرئيسي (Master Boot Record - MBR) هو معيار تقسيم أقدم، تم تقديمه لأول مرة مع IBM PC DOS 2.0 في عام 1983. لسنوات عديدة، كان هو النظام السائد لتقسيم الأقراص.

  1. آلية العمل: يخزن MBR معلومات التقسيم ورمز الإقلاع (الكود المسؤول عن بدء تشغيل نظام التشغيل) في أول قطاع من القرص الصلب.
  2. القيود الرئيسية:
  • حدود السعة: يدعم MBR فقط أقراصًا بحجم يصل إلى 2 تيرابايت (TB) كحد أقصى. أي مساحة تخزين تتجاوز هذا الحد لن تكون قابلة للاستخدام أو التخصيص.
  • عدد الأقسام: يسمح MBR بإنشاء أربعة أقسام أساسية (Primary Partitions) فقط. إذا كنت بحاجة إلى المزيد، يجب تحويل أحد الأقسام الأساسية إلى قسم ممتد (Extended Partition)، والذي يمكن بعد ذلك تقسيمه إلى عدة أقسام منطقية (Logical Partitions).
  • نظام الإقلاع: يرتبط MBR عادةً بواجهة البرنامج الثابت التقليدية BIOS (Basic Input/Output System).
  • هشاشة البيانات: يتم تخزين معلومات التقسيم والإقلاع في مكان واحد، مما يجعله عرضة للتلف. إذا تعرض قطاع MBR للتلف، فقد يصبح القرص بأكمله غير قابل للإقلاع أو الوصول.


ما هو جدول تقسيم GUID (GPT)؟ مستقبل تخزين البيانات

جدول تقسيم GUID (GUID Partition Table - GPT) هو معيار أحدث وأكثر تطورًا، وهو جزء من مواصفات UEFI (Unified Extensible Firmware Interface)، التي جاءت كبديل لـ BIOS التقليدي.

  • آلية العمل: يستخدم GPT معرفات فريدة عالميًا (Globally Unique Identifiers - GUIDs) لتحديد كل قسم على القرص. كما أنه يخزن نسخًا متعددة من جدول التقسيم عبر القرص، مما يعزز من موثوقيته.
  • المزايا الرئيسية:

1- سعات تخزين هائلة: يدعم GPT نظريًا أقراصًا بحجم يصل إلى 9.4 زيتـابايت (ZB) (الزيتابايت الواحد يساوي مليار تيرابايت)، وهو ما يتجاوز بكثير أي سعة تخزين متوفرة حاليًا أو في المستقبل القريب.
2- عدد كبير من الأقسام: يسمح GPT بإنشاء ما يصل إلى 128 قسمًا أساسيًا في نظام التشغيل ويندوز، دون الحاجة إلى الأقسام الممتدة أو المنطقية.
3- نظام الإقلاع الحديث: يرتبط GPT ارتباطًا وثيقًا بـ UEFI، الذي يوفر ميزات أمان محسّنة وسرعة إقلاع أفضل (مثل Secure Boot).
4- أمان وموثوقية أعلى: 
  • النسخ الاحتياطي لبيانات التقسيم: يخزن GPT نسخة احتياطية من جدول التقسيم في نهاية القرص، مما يسهل استعادة البيانات في حال تلف النسخة الأساسية.
  • فحص سلامة الدورة التكرارية (CRC): يستخدم GPT قيم CRC للتحقق من سلامة بيانات جدول التقسيم. إذا اكتشف تلفًا، يمكنه محاولة استعادة البيانات من النسخة الاحتياطية.

الفرق الحقيقي بين GPT و MBR: مقارنة شاملة

لتوضيح الصورة بشكل أكبر، إليك جدول مقارنة يبرز الفروق الجوهرية:
الميزة سجل الاقلاع الرئيسي(MBR) جدول التقسيم (GPT)
الحد الأقصى لحجم القرص 2 تيرابايت 9.4 زيتـابايت (نظريًا)
الحد الأقصى للأقسام 4 أقسام أساسية (أو 3 أساسية + 1 ممتد) 128 قسمًا أساسيًا (في ويندوز)
واجهة البرنامج الثابت BIOS UEFI
موقع بيانات الإقلاع والتقسيم قطاع واحد في بداية القرص نسخ متعددة عبر القرص
آلية التحقق من الأخطاء لا يوجد فحص CRC مدمج فحص سلامة الدورة التكرارية (CRC)
توافق نظام التشغيل متوافق مع معظم الأنظمة القديمة والحديثة (مع قيود UEFI) يتطلب أنظمة تشغيل 64 بت حديثة و UEFI للإقلاع (يمكن استخدامه كقرص بيانات في أنظمة أقدم)
أمان البيانات أقل أعلى وأكثر موثوقية


هل تحويل الهارد من MBR إلى GPT ضروري فعلًا؟

الإجابة تعتمد على عدة عوامل تتعلق بجهازك الحالي واستخداماتك المستقبلية.
متى يكون التحويل ضروريًا أو موصى به بشدة؟

1- استخدام أقراص أكبر من 2 تيرابايت: إذا كان لديك قرص صلب أو SSD بسعة تزيد عن 2 تيرابايت، فإن تحويل الهارد إلى GPT هو السبيل الوحيد للاستفادة من كامل مساحة التخزين. مع MBR، ستكون أي مساحة تتجاوز 2 تيرابايت غير قابلة للوصول.
2- الحاجة إلى أكثر من 4 أقسام أساسية: إذا كنت تحتاج إلى إنشاء أكثر من أربعة أقسام أساسية على قرص واحد (دون اللجوء إلى الأقسام الممتدة المعقدة)، فإن GPT هو الخيار الأفضل.
3- تثبيت أنظمة تشغيل حديثة مثل Windows 11: يتطلب نظام التشغيل Windows 11 أن يكون قرص النظام مهيأ بنظام GPT وأن يكون النظام يدعم UEFI مع تمكين ميزة "Secure Boot". إذا كان قرص نظامك الحالي MBR، فستحتاج إلى تحويل الهارد من MBR إلى GPT لتتمكن من الترقية أو تثبيت Windows 11.
4- الاستفادة من مزايا UEFI: إذا كان جهازك يدعم UEFI، فإن استخدام قرص GPT يمكّنك من الاستفادة الكاملة من ميزات UEFI مثل الإقلاع الآمن (Secure Boot) وأوقات الإقلاع الأسرع المحتملة.
5- تعزيز أمان وموثوقية البيانات: بفضل آلية النسخ الاحتياطي لجدول التقسيم وفحص CRC، يوفر GPT حماية أفضل ضد تلف بيانات التقسيم مقارنة بـ MBR.

متى قد لا يكون التحويل ضروريًا؟

1- الأجهزة القديمة التي لا تدعم UEFI: إذا كان جهاز الكمبيوتر الخاص بك قديمًا جدًا ويعمل بنظام BIOS فقط ولا يدعم UEFI، فقد لا تتمكن من الإقلاع من قرص GPT. في هذه الحالة، MBR هو الخيار المناسب لقرص النظام.
2- الأقراص الصغيرة (أقل من 2 تيرابايت) التي لا تحتاج لأقسام كثيرة: إذا كنت تستخدم قرصًا صغيرًا ولست بحاجة إلى أكثر من أربعة أقسام، ولا تخطط لتثبيت نظام تشغيل يتطلب GPT (مثل Windows 11 على قرص النظام)، فقد لا يكون هناك دافع قوي للتحويل، خاصة إذا كان النظام يعمل بشكل جيد.
3- أقراص البيانات (غير نظام التشغيل) على أنظمة قديمة: يمكن للعديد من أنظمة التشغيل القديمة (مثل Windows XP 32-bit) قراءة البيانات من قرص GPT، ولكنها لا تستطيع الإقلاع منه.


مزايا تحويل الهارد إلى GPT

  • دعم كامل للسعات التخزينية الضخمة.
  • إنشاء عدد كبير من الأقسام الأساسية.
  • موثوقية وأمان أعلى للبيانات بفضل النسخ الاحتياطي وفحص CRC.
  • توافق مع أنظمة الإقلاع الحديثة (UEFI) وميزاتها المتقدمة.
  • ضروري لبعض أنظمة التشغيل الحديثة (مثل Windows 11 كقرص نظام).


عيوب أو اعتبارات عند تحويل الهارد إلى GPT

  • احتمالية فقدان البيانات أثناء التحويل: بعض الطرق تتطلب تهيئة القرص، مما يؤدي إلى مسح جميع البيانات. لذلك، النسخ الاحتياطي للبيانات أمر بالغ الأهمية قبل البدء.
  • عدم التوافق مع الأنظمة القديمة جدًا: قد لا تتمكن الأنظمة التي تعتمد على BIOS فقط من الإقلاع من قرص GPT.

كيفية تحويل الهارد من MBR إلى GPT

تحذير هام جدًا: قبل محاولة تحويل قرص من MBR إلى GPT، قم دائمًا بعمل نسخة احتياطية كاملة لجميع بياناتك المهمة على القرص. بعض طرق التحويل قد تؤدي إلى فقدان جميع البيانات الموجودة على القرص.

هناك عدة طرق للقيام بالتحويل، بعضها يحافظ على البيانات وبعضها يتطلب حذف الأقسام:

الطريقة الأولى: التحويل بدون فقدان البيانات (باستخدام أداة MBR2GPT المدمجة في ويندوز)

هذه الأداة متوفرة في Windows 10 (الإصدار 1703 "Creators Update" والإصدارات الأحدث) و Windows 11. وهي مصممة لتحويل قرص النظام من MBR إلى GPT دون فقدان البيانات.
الشروط:

  • يجب أن يكون القرص يحتوي على 3 أقسام كحد أقصى.
  • يجب أن يكون نظام التشغيل المثبت هو Windows 10 (الإصدار 1703 أو أحدث) أو Windows 11.
  • يجب أن يدعم جهازك وضع UEFI.
الخطوات (مبسطة):
1- تأكد من أن جهازك يدعم UEFI في إعدادات BIOS/UEFI.
2- قم بالتمهيد إلى بيئة استرداد Windows (WinRE). يمكنك الوصول إليها عادةً عن طريق:
  • الضغط مع الاستمرار على مفتاح Shift أثناء النقر فوق "إعادة التشغيل" من قائمة ابدأ.
  • التمهيد من وسائط تثبيت Windows واختيار "إصلاح جهاز الكمبيوتر الخاص بك".
3- في WinRE، انتقل إلى "استكشاف الأخطاء وإصلاحها" > "خيارات متقدمة" > "موجه الأوامر".
4- في موجه الأوامر، اكتب الأمر التالي للتحقق من إمكانية التحويل (استبدل 0 برقم القرص إذا لم يكن قرص النظام هو القرص 0):
mbr2gpt /validate /disk:0 /allowFullOS
5- إذا كانت عملية التحقق ناجحة، اكتب الأمر التالي لبدء التحويل:

mbr2gpt /convert /disk:0 /allowFullOS
6- بعد اكتمال التحويل بنجاح، أعد تشغيل الكمبيوتر وادخل إلى إعدادات BIOS/UEFI لتغيير وضع الإقلاع من Legacy BIOS إلى UEFI.


الطريقة الثانية: التحويل مع فقدان البيانات (باستخدام إدارة الأقراص أو Diskpart)

هذه الطرق تتطلب حذف جميع الأقسام الموجودة على القرص، لذا تأكد من نسخ بياناتك احتياطيًا!

باستخدام إدارة الأقراص (Disk Management):

  • اضغط Win + X واختر "إدارة الأقراص".
  • ابحث عن القرص الذي تريد تحويله.
  • احذف جميع وحدات التخزين (الأقسام) الموجودة على هذا القرص (انقر بزر الماوس الأيمن على كل قسم واختر "حذف وحدة التخزين").
  • بعد أن يصبح القرص "غير مخصص" بالكامل، انقر بزر الماوس الأيمن على القرص (على سبيل المثال، "القرص 1") واختر "تحويل إلى قرص GPT". (إذا كان الخيار هو "تحويل إلى قرص MBR"، فهذا يعني أن القرص بالفعل GPT).
  • يمكنك بعد ذلك إنشاء أقسام جديدة على القرص المحول.
باستخدام Diskpart (موجه الأوامر):
  • افتح موجه الأوامر كمسؤول.
  • اكتب diskpart واضغط Enter.
  • اكتب list disk واضغط Enter (لتحديد رقم القرص الذي تريد تحويله).
  • اكتب select disk X (حيث X هو رقم القرص) واضغط Enter. كن حذرًا جدًا عند اختيار القرص!
  • اكتب clean واضغط Enter (سيؤدي هذا إلى مسح جميع البيانات والأقسام من القرص المحدد).
  • اكتب convert gpt واضغط Enter.
  • اكتب exit للخروج من Diskpart.
هناك أيضًا العديد من برامج إدارة الأقسام الخارجية التي توفر خيارات لتحويل القرص من MBR إلى GPT، وبعضها قد يوفر إمكانية التحويل دون فقدان البيانات، ولكن تأكد دائمًا من استخدام برامج موثوقة وقم بالنسخ الاحتياطي أولاً.

نصائح إضافية قبل التحويل

  • تحقق من دعم UEFI: قبل تحويل قرص النظام، تأكد من أن اللوحة الأم لجهاز الكمبيوتر الخاص بك تدعم UEFI. يمكنك التحقق من ذلك من خلال إعدادات BIOS (ابحث عن خيارات مثل "Boot Mode"، "UEFI/Legacy Boot").
  • توافق نظام التشغيل: تأكد من أن نظام التشغيل الذي تنوي استخدامه (خاصة للإقلاع) يدعم GPT و UEFI. أنظمة Windows 64 بت (بدءًا من Vista SP1) تدعم الإقلاع من GPT على أنظمة UEFI.
  • تحديث BIOS/UEFI: قد يكون من المفيد تحديث البرنامج الثابت للوحة الأم (BIOS/UEFI) إلى أحدث إصدار قبل إجراء أي تغييرات كبيرة.

الخاتمة: MBR أم GPT، الاختيار يعود إليك ولكن بموجهات واضحة

في الختام، يعتبر جدول تقسيم GUID (GPT) هو المعيار الأحدث والأكثر تفوقًا بشكل عام، خاصة مع تزايد أحجام أقراص التخزين ومتطلبات أنظمة التشغيل الحديثة مثل Windows 11. إذا كنت تقوم بإعداد جهاز كمبيوتر جديد، أو تقوم بترقية قرص التخزين الخاص بك إلى سعة كبيرة، أو تخطط لتثبيت نظام تشغيل حديث، فإن تحويل الهارد من MBR إلى GPT أو استخدام GPT من البداية هو الخيار المنطقي.
أما بالنسبة للأجهزة القديمة أو السيناريوهات التي لا تستدعي الميزات المتقدمة لـ GPT، فقد يظل MBR كافيًا. ومع ذلك، مع الاتجاه العام نحو UEFI و GPT، فإن فهم الفروق واتخاذ قرار مستنير بشأن تحويل الهارد من MBR إلى GPT أصبح أمرًا ضروريًا لكل مستخدم يسعى للحصول على أفضل أداء وأمان لجهازه. تذكر دائمًا: النسخ الاحتياطي هو صديقك الدائم قبل إجراء أي تغييرات على بنية القرص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال